" العزيزية"قرية تابعة لمركز البدرشين بمحافظة السادس من أكتوبر كان اسمها على اسم ملك ذكر فى القرآن وعظم شأنه.. تعيش الآن بلا أبسط متطلبات الحياة، فلا يوجد بها صرف صحى وجركن المياه يباع " بجنيه ونصف "، وعن التعليم حدث ولا حرج فأطفال القرية يؤكدون أن مدارسها لا يخط بها قلم وتحديدًا مدرستى "محمد فريد ومصطفى كامل" فضلا عن تحول هذه المدارس إلى ساحة للعنف بشتى أشكاله ضد التلاميذ.
لكن الكارثة الكبرى تكمن فى ترعة الرشاح أو المصرف الزراعى المعرف " بمصرف 6 محيط " والمخصص فى الأصل لوقاية الحفاير الأثرية الموجودة بباطن الأرض، على حد قول الأهالى من خطر المياه الجوفية، وهذا المصرف أصبح منبعًا لأخطر الأمراض والأوبئة نتيجة الخطأ الهندسى فى تنفيذ مواسير الصرف والتى قال الأهالى عنها "بدلا من تركيبها على مسافة معينة بقاع الأرض وضعت على مسافة مرتفعة ما أدى لصعوبة سير المياه الجوفية فى دورة كاملة داخل الرشاح بشكل يسمح بتسرب المياه الواردة من مدخل القرية إلى منبع المصرف، إلا أن ما يحدث هو ارتداد هذه المياه الواردة للأراضى الزراعية وقيعان المنازل نتيجة صعوبة عبورها لفتحة المصرف بسبب تركيب المواسير بمنسوب مرتفع عن المطلوب، الأمر الذى يهدد أكثر من 1000 منزل بالانهيار وتشريد قاطنيه.
يقول محمد عامر إن العزيزية تعتبر البلد الأول عالمياً فى الإصابة بمرض الفلاريا أو " داء الفيل، نتيجة تلوث المصرف الزراعى، وما يحمله من أمراض و أوبئة إلى أهل القرية، مشيرًا إلى أن منزله تصدع وأصبح على وشك السقوط نتيجة " ترشيح " مياه الصرف على جدرانه مؤكدًا أنه قام بتنكيسه مرتين وإنفاقه آلاف الجنيهات سنويا على "تبليط" أرضيته حتى يتسنى له وأسرته العيش بداخله.
الحياة فى قرية العزيزيه بلد الـ80 ألف نسمة تعنى التهلكة بعينها، فالمنازل تفوح منها رائحة العطب والعفن، وكل ركن بالقرية ينبئ بكارثة إنسانية وصحية خطيرة، و"الكزلك" – حذاء يستخدمه عمال الخرسانة - هو الوحيد الذى تستطيع ارتداءه وأنت داخل البيوت بعدما ارتفع منسوب المياه الجوفية داخلها إلى أكثر من المتر ونصف، الأمر الذى دفع عطية محمد إلى ردم منزله بالطين كل شهر مرتين حتى يتسنى له السير بداخله.
يقول عطية:" هجرنا الدور الأرضى بعدما غرق بمياه الصرف، وأصبحت الحياة لا تطاق بداخله، مؤكدًا أنهم اشتكوا كثيرا إلى إدارة الصرف ووعدتنا بإرسال حفارات لحل الأزمة ولكن "لاحياه لمن تنادى".
ما سبق أكده جميع أهالى القرية، وقال أحدهم إنه عندما حاول الاستنجاد بعضو مجلس الشعب قال له بالحرف " دى خطة دولة، هى الدولة نقصاكو"، مشيرين إلى أنه وإن كان بعض الأهالى قادرين على تنكيس وتبليط منازهم فهناك كثيرون عاجزون.
الطامة الكبرى كانت بعدما علمنا أن مواسير مياه الشرب الموصلة للمياه بمنازل الأهالى " الاسبستوس "من أنواع المواسير" المحرمة دوليا "، حيث أكد عدد كبير من الأهالى أن مياه الشرب تصل إليهم مختلطة بالطمى وبعض المواد العالقة " غريبة الشكل "، فضلا عن زيادة الأملاح بالمياه نتيجة اختلاطها بالصرف الصحى، الأمر الذى يدفعهم إلى شراء أو بالأحرى التقاتل على شراء جراكن مياه عربة شركة المياه.
تقول الحجة فوقية: مافيش بإدينا حيلة، الميه فى البيوت مالحة وبتجيلنا معكرة، ولازم نستنى عربية الميه وإلا هنموت، مؤكدة أنها وغيرها من أهالى القرية يعانون من أمراض الكبد والكلى نتيجة سوء المياه وارتفاع نسبة الأملاح لاختلاطها بمياه الصرف وتردى حالة المواسير " ،مأساة قرية العزيزية لم تنته عند هذا الحد، فالأراضى الزراعية فى حالة يرثى لها، يقول أحد الأهالى مشيرًا للمصرف الزراعى وما به هذا المصرف هو ما تروى به الأراضى الزراعية، ورغم من وضع عقوبات على من يروى بتلك المياه لم توفر الحكومة أية بدائل.
سيدة مسنة تشترى المياه
عجوز تحمل مياه الشرب للمنزل
المصرف الخاص برى الأراضى الزراعية بالعزيزية
المصرف الزراعى يهدد صحة وسلامة الأطفال
مجرى المصرف محاط بالقمامة تمنعه عن العمل
أحد الأهالى يشكو مأساة القرية لـ"اليوم السابع"
المصرف الزراعى ينتصف منازل القريى
المصرف مصدر لأخطر الأمراض والأوبئة بالقرية
محررة "اليوم السابع" تحاول الخروج من أحد المنازل الغارقة بمياه الصرف
الأهالى يحكون مأساتهم لـ"اليوم السابع"
أحد الأطفال يحاول الخروج من منزله الغارق بمياه الصرف الصحى
أحد منازل القرية غارق بمياه الصرف