rachid عضو جديد
تاريخ التسجيل : 28/11/2010 المشاركات : 10 التقيم : 0
| موضوع: مع الله ((الحفيـــــــظ)) الأحد نوفمبر 28, 2010 4:45 am | |
| اسم الله الحفيظ وفوائد من سورة سبأ بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد من سورة سبأ
اسم الله الحفيظ
هذاالاسم لا يؤخذ منفصلاً عن بقية السياق، بل لا بد من النظر في السياق،وقديكون السياق أحيانا يصل إلى 10-أو 15أو-20 آية،كما فعلنا في دورةالصيف،لكن في دورة الصيف كنا نأخذ النتيجة سريعًا، وأما في هذه اللقاءاتفالوقت معنا إن شاء الله ،واليوم لقائنا نطبق فيه هذه الطريقة،على اسمالله الحفيظ. ورداسم الله تعالى الحفيظ بصيغتين: الحافظ والحفيظ وكلاهما نفس المعنى، وورداسم الحفيظ، ثلاث مرات في كتاب الله عز وجل في سورة هود، وسورة سبأ، وسورةالشورى آية هود: {فَإِنْتَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْوَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًاإِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ}[هود: 57]. وفي سورة سبأ {وَمَاكَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُبِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّشَيْءٍ حَفِيظٌ} [سبأ: 21]. وورد في سورة الشورى {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} [شورى: 6]. وسنبدأالتطبيق بآية سورة سبأ، فإذا أردنا أن نعرف معنى اسم الحفيظ، فلا يكفي فقطأن ننظر في الآية، والآية التي قبلها،بل لا بد من فهم السياق كاملا،سنتكلم عن سورة سبأ إن شاء الله إلى أن نصل إلى معنى الاسم، فلذلك لاتستطيلوا الشرح إلى أن نصل إلى الاسم. نمرّسريعا على وصف سليمان،ماذا فعل الله لسليمان، فالله تعالى يعدد تفاصيلالنعم عليه، وأهم قضية عندما أنظر في تفاصيل النعم أن أنظر إليها بصورةشخص حساس تجاه النعم، لا أن يكون حساسًا تجاه المكدرات أو النواقص. فالله عز وجل تفضل على سليمان، وجاء في كتابه العزيز تفاصيل تفضله على سليمان عليه السلام،فقال الله تعالى:{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍكَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًاوَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.[ : 13]. فاللهعز وجل يخبر عن منته وتفاصيلها، وما مكن الله عز وجل به سليمان - عليهالسلام - في الأرض، إشارة إلى أن هذا موجب الشكر، أي بسبب ما مُكِن فيالأرض هذا يوجب له أن يكون من الشاكرين، فصار الأمر سهل عليك، يسير أنتفعله، فذلك يوجب الشكر لله عز وجل: {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}. أي:اعملوا في الدنيا، وتعبدوا وقائم في قلوبكم الشكر، فتكون عبادتكم صادرة عنالشعور بأنه منعم عليكم، وقليل من يعبد الله تعالى، وقائم في قلبه الشعوربمنة الله تعالى. وأماالحاصل من الناس،فهو بالعكس،الحاصل أنهم يمتنون عليك أن أسلموا،والحاصل أنالناس يروا من قلوبهم منّة أن تعبدوا،والصحيح: أن العباد يمتن الله عز وجلعليهم بالنعم، وعندما يقوموا بالعبادة يمتن الله عليهم بالعبادة {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}. فإذاوُفقت أن تكون لاهجا بالشكر، وتصدر عباداتك من قلب شاكر يشعر بالنعمة،فكونك على هذه الحال تشعر بالنعمة هذه نعمة. لا أن يكون قلبك ميّت تجاهالنعم، وينظر إلى النواقص والمكدرات ويعظمها، وليس ذلك فحسب، بل أيضا يملّمن النعمة كقوم سبأ. فالله عز وجل طلب من قوم سبأ قال تعالى: {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} فطلب منهم أن يشكروه {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} يعنياجتمع لهم أنها بلدة طيبة: بمعنى أن أرضهم لا وخم فيها،ولا مرض،ولهم جنانوماء...الخ،وكما أن الله لو شكروا لغفر الله لهم،فالله سبحانه وتعالى هنا،ابتلاهم بالنعم. والناسينقسمون في البلاء إلى قسمين: بلاء بالنعم، وبلاء بالنقم، وأصعب البلاءالبلاء بالنعم لماذا؟ لأن صاحبه ينسى أن الله هو المنعم عليه،ويتصور أنهاملكه،وهذا بعكس البلاء بالنقمة،فالعبد إذا أُبتلي بالنقمة هناك منيصبره،وهناك من يساعده،ومن يقول له هذا بلاء ويمرّ،لكن الشخص عندما يكونمبتلى بالنعم،فالناس يزيدونه بطرا وكفرا،لذلك البلاء بالنعمة صعوبته بسببالنسيان،فينسى الشخص أنه مبتلى بالنعمة،وأما البلاء بالنقمة فصعوبتهبالآلام التي فيه،لكن هذه الآلآم تبقى مُذكرة للعبد،وفي مقابل ذلك ماذاتفعل النعم بالعبد،توصل العبد إلى أن ينسى. - والله عز وجل قال:{اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا} يعني تعبدوا ومصدر عبادتكم الرضا عن ربكم،فالعبد المفروض يستقر في قلبه الرضا عن ربه،فتصدر العبادة من الرضا عن الله عز وجل. ما جزاء من بطر على النعمة؟ هناك أربعة أنواع من الجزاءات،جزاءات مادية منها: 1- نفس ما كان يملكه يزول. 2- ويُبدل عنه أمرّ ما يكون،فمن تمام النكاية أنه بعد أن كان يملك شيئا كبيرا يصبح يملك أحقر ما يكون. 3- يصبح حديث الألسن،ويصبح مثلا للناس في بطره،ونزول عقوبة الله عليه،وهذا من العقوبات المعنوية. 4- أن يتشتت قلبه ويتمزق بعد أن كان آمنا مرزوقا كل هذا يذهب، فيفقد ما يسمى بالأمن النفسي، وهذه من العقوبات المعنوية. فمثلا: إذا كان شخص وجالس مكانه،ونقص عليه مراده،وفي تلك اللحظة لا توجد في يده أسباب،فانعدمت الأسباب، فما الذي ينبغي أن تكون مشاعره؟ حسن الظن بالرب،يعني يقول وهو جالس في مكانه،وقد انعدمت الأسباب سنرزق إلا ولا بد،سيرزقنا الله ولا يضيعينا الله،إلا ولا بد سيرزقنا،فهذا الذي يقول هذاالكلام بكل ثقة وهو راض عن ربه وقت الحرمان سيأتيه ما يزيد إيمانه {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}[ النساء: 147] {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة:185]فقط هي لحظة جمع القلب على الإيمان بكمال صفاته سبحانه وتعالى، وأنه هومالك الملك،فلو أعطى كل الناس مرادهم ما نقص ذلك من ملكه شيء،فالدنيا هذهلا تساوي عند الله جناح بعوضة،ولو كانت تُساوي شيئا عند الله ما سقى كافرمنها شربة ماء،فالدنيا بحذافيرها أعظم منها ركعتين تصلى قبل صلاة الفجرخير من الدنيا وما عليها،معناه أن الدنيا ما تساوي شيئًا،إذاً ملك اللهلدنيا أمر معلوم قائم ثابت في قلوب العباد معروف،لكنه يزيد وينقص على حسبقوة استحضاره أن الله مالك الملك،وعلى قدر حسن ظنه بربه،وأما سوء ظنه بربهفإنه سيستجلب به فقدان النعمة. فمثلا:الحياةالزوجية،إذا ما اعتبرت نعمة أصبحت بذاتها نقمة على أصحابها جزاءالبطر،فالشخص يشعر أن الحياة الزوجية،وبناء أسرة ووجود أبناء،هؤلاءيعتبرهم نقمة،فالذي يفسد الحياة البطر على الزوج والأبناء،والأوضاعالموجودة،فكم هناك من أشخاص كانوا لا شيء،وأصبحوا حاكمين آمرين ناهينبقبولهم ورضاهم عن ربهم،وكم من أشخاص بدؤوا حياتهم كبار،ولهم قدرةوملك،ومن ثم انحدرت حياتهم ،والسبب في ذلك والعلة:أن هناك قوم رضوا عنربهم فأعطاهم،وهناك قوم بطروا على ربهم.
صور البطر: 1- الملل من النعمة. أي يعلم أنه في نعمة ،والناس يتنافسون عليها،لكن هو ملّها. 2- عدم الإحساس بالنعمة:لا يشعر أنه في نعمة فيحتاج لأحد يذكره. 3-أنه وقت ما تأتيه النعمة يفرح،وعندما يفقدها يقنط،فهذا يشير إلى أنه لووجد النعمة وفرح بها واستقرت عنده،أنه سيصل إلى حال أنه ما يشعربالنعمة،لأنه رضاه عن ربه غير موجود،فهذا مؤشر لا بد أن نخاف منه،فكل واحدلا يرضى عن ربه إلا إذا أعطي،فمعنى ذلك أنه لو استقرت عليه النعمة،سيبطرعلى النعمة ولن يشعر بها. 4-التشوف لما في أيدي الغير، وهنا كل الكلام عن الدنيا، وليس الكلام عنالنعم الدينية،فمن إشارات البطر أن الإنسان طول الوقت وهو ينظر إلى ما فيأيدي الناس،فهذا بَطِر،لماذا؟ لأنه غير راض بما عنده وطول عمره يبحث عنشيء زائد عما عنده،فأي شيء ليس لديه يريده حتى ولو كان أقل مما عنده،فهذابطر،فكل من استشرف إلى ما في أيدي الناس فهو بطران ضمنا،لأنه هم مُعطى منالرب تبارك وتعالى ،ولكنه لم يعجبه عطاء الله عز وجل. 5- وهذه صورة من صور البطر للغير أو عن الغير: الحزنعلى أشخاص لنقص الدنيا لديهم،لماذا هؤلاء الأشخاص ليس لديهم ما لديه منالنعمة،فهو هنا يبطر بالبدل فهم راضين عن ربهم،وهو غير راض عن ما أعطاهمالله جل جلاله،وهذه الصورة دقيقة،وفي النادر أن يلتفت لها،فهذا ينظرللدنيا على أنه دار كل شيء،وأن الناس الذين ليس عندهم حظ من الدنيا هؤلاءمساكين،وهؤلاء لا يعرفون الحياة،فكأن هذا الشخص عندما يلتفت للشيء الذييملكه يتصور أن الحياة دائرة فيه،ومن ثم الذي ليس لديه الذي عنده معناهأنه غير سعيد،فكأنه يرى أن التي عند الآخرين ليس بنعمة،فهو حاسسبالنعمة،ويرى أن غيره ليس عايش لأنه لا يوجد لديه ما عنده. {لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ}. لماذا قال الله عز وجل {مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ}؟وما علاقة الكلام عن الآخرة بشكر النعمة،لأن المؤمنين يوصفون بعدة وصوفات،أنهم يؤمنون بالله،وأنهم يؤمنون بالآخرة،وإيمانهم بالآخرة مؤشر لإيمانهمبالله،كما أن إيمانهم بالله مؤشر لإيمانهم بالآخرة،وهذا له علاقة بالشكرفي ثلاث مسائل: 1-كل شخص يؤمن بالآخرة ،يؤمن أن الشكر مثمر ،وحتى لو ما ظهرت آثاره فيالدنيا،فالله عز وجل إلا ويطمئن عباده،وتأتيهم صور من الأثر في الدنيا،لكنأعظم ظهور لأثر الصبر والشكر يكون في الآخرة،وأما من هو في شكمنها،يقول:لماذا أصبر؟ولأجل ماذا أصبر؟! 2-والإيمان بالآخرة يدفع البطر،فالإنسان البطر الذي معه نعمة وبطر عليهانقول له: كل ما سيأتيك من لذائذ لن تشبعك،فالعيش عيش الآخرة،وشبع الدنيالن ينتهي والنهم يجر نهما،والرغبة تجر رغبة،وكلما جرت رغبة ،جرتألما،والألم يجر ألما،ويظل هذا البَطِر طول الليل والنهار وهو يريد شيءآخر غير ما في يده . 3-الشخص إذا علم أنه سيحاسب على تفاصيل النعمة،فيخاف أن تكثر عليه فيزيدالحساب ،من أجل ذلك الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء،ومن أجل ذلكالفقراء يسبقون الأغنياء في الجنة والسبب:أنه ليس هناك حساب على مايملكون، فالشخص البطر إذا أراد معالجة نفسه،فليعلم أن النعمة سيحاسب عليهابتفاصيلها،وهذا يجعل الشخص لا يرغب في الزيادة ،فيكفيه ما ابتلي به منالدنيا. {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [ :21]. مامعنى هذه الآية بعد هذا كله؟نلاحظ أن الملل والبطر وشكر النعمة كلها أمولاتحصل داخل القلب،فكل هذه الحركات محفوظة عند الله،كل هذه الحركات يجازيعليها الله ويعطي ويمنع بها،لذلك عمل القلب هو المقصود الأعظم. فهذه من معني الحفيظ،وسنتتبعها في المواطن الأخرى،ونرى بهذه المناسبة،وهذا الفهم كيف يأتي معنى ((احفظ الله يحفظك))، [الترمذي 4/667 ،مسند أحمد 1/293، المستدرك 3/623،المعجم الكبير 11/123 وصححه الأباني في الجامع الصغير وزياداته 1/1392 ]. ((احفظالله يحفظك))في الحديث تأتي بكل المعاني التي في الآيات،ففعل الله وهوالحفظ بكل معانيه التي وردت في الآيات ،سنرى أن كله مجموع في الحديث. فقلنا:أن الرب تبارك وتعالى يحفظ للعبد حركاته القلبية، ويجازيه عليها ،فاحفظالله يحفظك: احفظ قلبك من الإرادات الرديئة ،فهذا يسبب كل إرادة خير ويدفعكل إرادة شر،فإذا كنت ستتكلم بكلام نيتك فيه الانتصار لنفسك،فحتى ولو كانالكلام الذي قلتيه حقا،وكانت نيتك الانتصار لنفسك،فهذا الحق جعلتيهباطلا،فهو حق أُريد به باطلاً. فمثلا:تقولين لواحده ما يجوز أن تفعلي كذا وكذا،وهذا حق،ولكنك ما قلتيه إلا لأجل الانتصار لنفسك.
فاحفظالله يحفظك: ادفع هذه الإرادة الفاسدة بإرادة صحيحة ،يحفظك الله: أي يؤجركعلى تغيير إرادة قلبك،وعلى الإرادة الصائبة،فأنت الآن قمت بعملين:كان عندكإرادة باطلة ودفعتها، واستجلبت إرادة صحيحة فتؤجر على الأمرين،فالأعمالبما قام في قلوب أصحابها، فممكن أن يكون الكلام في الظاهر صحيح لكن فيالباطن يعلمه الحفيظ على القلوب،إذا احفظ الله في حركة قلبك في دفعالإرادات الفاسدة، يحفظك الله بإجزال المثوبة لك، والله المطلع علىالسرائر،فالحفظ هنا قريب من معنى العلم.
وآخِرُ دَعْوانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين | |
|
جدار الحب منشى المنتدى
تاريخ التسجيل : 31/10/2010 المشاركات : 571 التقيم : 14
| موضوع: رد: مع الله ((الحفيـــــــظ)) الأحد نوفمبر 28, 2010 6:37 am | |
| | |
|